صفقة بين سورية و إسرائيل وراء سيطرة »حزب الله« على بيروت

كشفت معلومات هامة, امس, النقاب عن أن هناك صفقة إسرائيلية - سورية تمت لسيطرة »حزب الله« على بيروت واحتلاله مطار رفيق الحريري الدولي في الأسابيع الماضية, وصولاً إلى اتفاق الدوحة الذي فتح طريق بعبدا أمام الرئيس ميشال سليمان.
واشارت المعلومات التي اوردها موقع »القناة« اللبناني, الى أن الحديث عن »صفقة على رأس لبنان«, بدأ مع رصد ردود الفعل الدولية تجاه اجتياح »حزب الله«, خصوصا ردود الفعل الأميركية التي وصلت إلى حد اعتبار ما يجرى »مسألة داخلية«, خصوصا في ظل اختفاء أي تهديد لسورية وإيران وأي »تلويح« بدعم الحكومة الشرعية, واللافت أن همس الصفقة انتقل إلى العلن بعد الاتفاق السريع الذي تم في الدوحة, وتزامنه مع مستجدات إقليمية تقاطعت عند »المقايضة«, منها استعداد »حماس« للتهدئة في فلسطين وموافقة مقتدى الصدر على دخول القوات العراقية المدعومة أميركياً إلى مدينة الصدر في العراق, وعودة الأميركيين إلى تفضيل الحوار مع طهران على الحرب, إلى حد مسارعة البيت الأبيض إلى نفي خبر إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اتفاق بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على شن حرب ضد إيران في الأشهر المقبلة, وصولا إلى صدور بيانات رسمية إسرائيلية وسورية وتركية في آن واحد عن استئناف المفاوضات غير المباشرة حول الجولان, واستعداد سورية لتحويلها إلى مفاوضات مباشرة.
وكان لافتا أن السوريين والإسرائيليين حرصوا على الكشف عن مفاوضاتهم هذه بعد دقائق معدودة من انتهاء التوقيع على »اتفاق الدوحة«, وكأنهما يتعمدان القول ان ما جرى في لبنان من انتصار ل¯»حزب الله« وخيانة للغالبية, مرتبط مباشرة بما يجرى بين إسرائيل وسورية, خصوصا أن الكشف عن هذه المفاوضات في نفس ساعة توقيع الاتفاق لم يكن له ما يبرره, كون مفاوضات الطرفين قائمة منذ ما قبل حرب يوليو .2006
واشارت المعلومات الى ان السؤال »هل يعني ذلك أن سيطرة (حزب الله) في لبنان وانتصاره, هو دفعة أولى من الصفقة الإسرائيلية - السورية وتمهيداً لعودة سورية إلى لبنان?«, مطروح في أوساط عدة جهات استخبارية وسياسية كبرى منذ أسابيع, بل إن بعض التقارير تؤكد أن المفاوضات السورية - الإسرائيلية الجارية لا تدور حول الجولان, بل حول لبنان وأن العروض بين تل أبيب ودمشق, تدور حول تقاسم السلطة والنفوذ في لبنان, وتحديدا حول إعادة السوريين إلى لبنان.
وفي المعلومات, فإن هذا الموضوع سبق أن أثارته إسرائيل مع الأميركيين ووصلت إلى حد اقتراحها منح ضوء أخضر أميركي لسورية لكي تضم لبنان أو تعود إليه مجددا, ويبدو أن الأميركيين قد واجهوا هذا الطلب الإسرائيلي برفض شديد في البداية, لكن ما حصل في لبنان اخيرا على يد »حزب الله« وما تكرس في الدوحة لحلفاء سورية, يعزز ما جاء في آخر التقارير عن أن زيارة بوش الأخيرة لإسرائيل, قد شكلت تحولا مهما وخطيرا في الموقف الأميركي تجاه لبنان وسورية وحتى تجاه »حزب الله«, وأن الأميركيين قد قاموا بإنعطافة 180 درجة, وهو ما انعكس على الغالبية في لبنان وعلى مستقبل »ثورة الأرز« ومشروع لبنان النموذج الديمقراطي, ويتوقع أن تكون له انعكاسات خارج لبنان أيضا.
وكان لافتا أن ديفيد وولش لم يجد في إطار ترحيبه باتفاق الدوحة سوى القول ان الاتفاق »يجعل عودة سورية المحتملة إلى لبنان مستحيلة«, لكنه لم يشرح كيف?, على ضوء الإنجاز الذي حققه حلفاء سورية والهزيمة التي منيت بها واشنطن وحلفاؤها, إلا إذا كان وولش من الذين يراهنون على أن »حزب الله« وسورية ربحا المعركة, وأن الحرب لم تنته بعد, وما حصل في الدوحة ليس استسلاماً, بل مجرد تراجع استعداداً للقفز مجددا عندما تتبدل الظروف وتحين فرصة المواجهة, أو تفشل مفاوضات الصفقة التي تتجاوز سورية إلى إيران, بل تعتبر إيران العنصر الأهم فيها حسب المنظور الأميركي.
وكل هذا يعزز بدوره التقارير, التي تضع اتفاق الدوحة في خانة الهدنة والتسوية الموقتة التي قد تطول حتى منتصف ,2009 في انتظار قرار الحسم أو »الصفقة الكبرى« بين الرئيسين الجديدين لكل من أميركا وإيران, وهي صفقة قد يذهب لبنان كله ضحيتها, وليس فقط بعض الأطراف اللبنانية, وفي الانتظار ثمة قناعة أن لبنان بعد اجتياح »حزب الله« واتفاق الدوحة قد دخل عمليا في سوق المقايضة, ولم يتم إخراجه كما يقال, وثمة معلومات أن مراحل التحضير للصفقة مرشحة للانعكاس بدورها على لبنان وأن تداعيات اتفاق الغالب والمغلوب, ومفاوضات الغرف السرية بين واشنطن وطهران ودمشق وتل أبيب, تهدد كل خطوة من خطوات تنفيذ اتفاق الدوحة, الذي لم يبدأ بعد وتجعل من شبح الحرب الأهلية وعودة التفجيرات والاغتيالات هاجسا يوميا.