اعتبر محللون سياسيون ان حملة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لعزل ايران وسوريا اتت بنتائج عكسية حيث ان هذين البلدين تمكنا هذا الاسبوع من تهميش دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
وقال محللون ان حزب الله رسخ مكاسب حققها في الاونة الاخيرة في اتفاق الدوحة مع الحكومة اللبنانية الموالية للغرب في حين ان سوريا عادت الى الساحة السياسية مع الاعلان عن محادثات غير مباشرة مع "اسرائيل" ويعتبر هؤلاء المحللين ان النفوذ الايراني ازداد بعد احتلال العراق بالاضافة الى مباحثاتها الدولية حول الملف النووي الذي فتح لها قنوات اتصال مع اوروبا.
وقال عمار عبد الحميد من معهد بروكينغز الامريكي للابحاث لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد ادركنا في نهاية المطاف ان هناك استراتيجية تعد بين حزب الله وسوريا وايران وانهم تمكنوا فعلا من تحقيق تقدم كبيرا في الايام القليلة الماضية".
وقال بروس ريدل احد الموظفين السابقين في مجلس الامن القومي كما نقلت عنه صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ان "الرئيس بوش تحدث قبل اسبوع في القدس عن مواجهة الطغاة وليس استرضاء هؤلاء الذين استخدموا القوة". ونقلت الصحيفة عن ريدل قوله "لم يمض اسبوع بعد على عودته الى البلاد وقد انتصر الطغاة وقوى العنف" بحسب تعبيره (في اشارة الى ما حصل في الآونة الاخيرة في لبنان).
ورغم تصريح وزيرة الخارجية الاميركية بان حزب الله تعرض "لنكسة" في لبنان فان المحللين يعتبرون ان الامور انتهت الى عكس ذلك ويرون ان "حكومة فؤاد السنيورة غير الشرعية" المدعومة من الولايات المتحدة هي التي تعرضت للنكسة.
وكانت الموالاة والمعارضة في لبنان قد توصلتا الاربعاء الماضي بعد خمسة ايام من المفاوضات الشاقة في العاصمة القطرية الدوحة الى اتفاق لحل الازمة السياسية اللبنانية لاقى ترحيبا عربيا ودوليا وشكل تسوية مرحلية على الاقل طاولت جميع الملفات المختلف عليها.
من جهته قال بول سالم المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي "ما نشهده ليس ربحا او خسارة بالكامل وانما توافق جديد بالتاكيد مع نفوذ اكبر لحزب الله وبالتالي فان النتيجة تتحمل تفسيرات لكنها لا تزال تشكل نكسة لحكومة السنيورة".
واعتبرت مارينا اوتاواي مديرة برنامج كارنيغي للشرق الاوسط ان سوريا في مباحثاتها غير المباشرة مع "اسرائيل" غلبت مصالحها على مصالح تحالفها مع ايران في محاولة لاستعادة هضبة الجولان المحتلة منذ العام 1967.
لكن عبد الحميد يرى ان "السوريين سيحاولون الحفاظ على تحالفهم مع ايران" مشيرا الى ان "العدو الاسرائيلي يكون واهما اذا اعتقد ان سوريا ستقطع علاقاتها مع ايران او حزب الله او حركة حماس".
واوضح عبد الحميد ان "الفكرة القائلة بانهم سيتخلون عن كل ذلك مقابل استعادة الجولان سخيفة". واعتبر ان افضل ما يمكن ان تفعله ادارة بوش هو الاعتراف بخسائرها والحفاظ على استقرار الوضع وتجنب القيام "بعمل طائش لاعادة التوازن الى الامور" مثل شن ضربة عسكرية على ايران.
وكالة الصحافة الفرنسية - بتصرف